أهلا بكم في موقع الدكتور نبيل فياض
بين المسيحية والجحشة... في وطن التقدّم والإشتراكية
- تم إنشاءه بتاريخ 27 تشرين1/أكتوير 2015
تصلني دائماً رسائل تتساءل باستنكار: لماذا تتعاطف مع المسيحيين دون غيرهم من مكونات الشعب السوري؟
1 - لأن المسيحيين، بحسب تربيتهم الدينية [لا يوجد في سوريا غير التربية الدينية، فلا تصدقوا ما يقوله البعثيون الذين دفنوا أبرز قطب إلحادي سوري، خالد بكداش المرحوم بإذنه تعالى - كما تكتب أرامل نهر عيشة في نعي أزواجهن - على الطريقة الشافعية] أقرب ما يكونون عموماً إلى التعامل الأخلاقي السلمي اللطيف؛ بعكس أخوتنا أهل مهين الذين يستوردون اليوم الدواعش من القريتين، بغباء إرهابي لا يشق له غبار؛
2 - لأن المسيحيين مظلومون "بالقانون" من قبل الدولة السورية التقدمية العلمانية؛ فحتى لو كان هذا المسيحي ملحداً، فسوف تطارده لعنة أن تكون مسيحياً إلى القبر؛
3 - لأن المسيحيين هم أصل سوريا الحقيقية وفصلها؛
4 - لأن المسيحيين كما رأيتهم في بلدان الاغتراب، يحملون سوريا البعث الجاحدة في قلوبهم، ويحلمون يوماً بأن يصبحوا مواطنين حقيقيين، مثل أي أفغاني أو إيراني "تسورن" قبل ربع ساعة، ويعودوا من ثم ليموتوا في وطن إفرام السرياني!
قبل أيام، وكنت أطالع في قانون الأحوال الشخصية السوري لصاحبه الشيخ الكوندوم الحنفي ابن عابدين، لفت نظري مسألة غاية في الغرابة! يقول أحد الفقهاء - أعتقد أنه الشافعي صاحب مقولة زواج البنت من الزنا - إنه أن اشترى رجل جحشة لديها كرّ صغير، لا يحق له التفريق بين الجحشة وابنها لدواع أخلاقية! وربما يأخذ أحد الدواعش اليوم هذه الفكرة للتدليل على سماحة الإسلام ورفعته الأخلاقية!!
لكن بالمقابل، فإن قانون الأحوال الشخصية السوري يمنع المرأة المسيحية المتزوجة من مسلم أن تحضن أولادها من زوجها المسلم في حالة وفاة الزوج!! باعتبار أنه لا وصاية لكافر على مسلم، بغض النظر عن كون الكافر أماً لهذا المسلم.
نعم!!
هذه هي دساتيرنا!!
تبجّل الجحشة والناقة أكثر من اليهوديّة أو المسيحية!!
لا يزرعون الزيتون؟؟
قطعاً...
لأن الزيتون المسيحي في القريتين سيقطفه يوماً مروان الفارس الذي كان أحد مدرسي تلك البلدة المنكوبة بأهلها، والذي كان يردد كل صباح:
أمة عربية واحدة!!
بعكس أخيه عدنان، الذي تعرفت إليه عند صديقتي مريم الياس في الناصرية، والذي كان أشهر لص في بلد مار إليان الشرقي...
وكلّه بثوابه!