أهلا بكم في موقع الدكتور نبيل فياض
من أين كانوا يأتون بهذه الكائنات؟؟
- تم إنشاءه بتاريخ 24 تشرين1/أكتوير 2015
كنت اليوم أقوم بعمليّة تنظيف "للرسيفر" في المنزل من القنوات الوهابية والمتوهبنه. فجأة، ودون سابق إنذار، خرجت أمامي، مثل جنّي أعمى، محطة القاعدة ( تبع الشيخ أسامة كما يسميه عبد الباري عطوان، الذي باع القدس العربي للأخوان ) التي يمتلكها الإدلبي العلماني، غسّان عبود أودي - أورينت!!
لم أصدّق عينيّ: الكائن المسمّى رياض نعسان آغا، إدلبي برضك، الذي عمل عند دولتنا المغرقة في ذكائها سفيراً ومستشاراً ووزيراً، ينشر عرض تلك الدولة التي شرب من بئرها حتى الثمالة، ثم حمل صخرة أكبر من إيبلا، محاولاً سد فتحة البئر بها.
التقيت هذا الكائن ثلاث مرّات: مرّة في إدلب، وقت كنت أتابع بكل ما أستطيع من وقت آخر اكتشافات إيبلا! أتذكّر أني رأيته وكان برفقة السيدة عزة الشرع. وكنّا جميعاً في فندق اسمه على ما أذكر إدلب الكبير. كانت خمس دقائق مع هذا الكائن المتحذلق الذي يستخدم لغة عربية مريعة على طريقة الراب عوباديا يوسف ( يخرج الألفاظ من أنفه ) كافية لأن أطلب من الجميع إيصالي إلى حلب - كان الوقت متأخراً للغاية ليلاً - بأية طريقة، لأن لا لم أتحمل وجود هذا المدعي للثقافة ( مثل معظم من استوزروهم في تلك الوزارة الأهم ) في أجمل مدن سوريا الخالدة: إيبلا! وبالفعل، استأجرت "تاكسي" أوصلتني إلى حلب، ومن حلب إلى دمشق آخر الليل.
رأيت هذا الكائن الخرافي بعدها بزمن طويل في فرع للأمن العسكري، يرأسه وقتها الصديق الدكتور فؤاد ناصيف. كنّا نعمل على تأسيس مركز بحوث يعنى بمتابعة مراكز البحث في إسرائيل والعلاقة بينها وبين نظيراتها الأمريكية. دخل النعسان آغا، وكعادة الدكتور فؤاد، قام بتعريفي بالرجل ليس دون أدب لا يجارى، كعادته. أجبت بفظاظة: أعرفه!! المهم!! عندما استوعب طبيعة ما نعمل، وفي استعراض حاخامي مريع، سأل: هل تدخلون إلى موقع جافي؟؟ ( لفظها جافي بالفي وليس بالفاء ). أحسست أنه سيغمى علي؛ فقلت للصديق: أريد أن أغادر. أجاب: ابق!! لا أستطيع تحمّل غلاظته وحدي! سيتناول طعام الغذاء معي. أتمنى عليك البقاء. لكني رفضت، وغادرت من باب خلفي.
المرة الثالثة كانت أيضاً في المكان السابق ذاته. وكنت قادماً للعمل ( طوعي طبعاً ) في مركز البحوث الذي لم ير النور للأسف، فتفاجأت به أمامي؛ وكالعادة، غادرت مباشرة من الباب الخلفي، مع أني كنت آتي من مسافة طويلة، أي من بلدة الناصرية.
لا يمكن لأحد يجالس هذا الراب أكثر من خمس دقائق إلا ويلحظ الدم الوهابي الإدلبي المتغلغل في عروقه: نبراته، صوته، إدغامه الذي بغنة والذي بلا غنة!! فكيف لم تكتشفه الدولة؟؟
أنا أفهم أن يكتشف "المفكّر" الماركسي صادق جلال العظم أنه سنّي بعد أن تجاوز السبعين؛ لكن صادق كان على الدوام خارج كتلة السلطة، وكانت مواقفه من الدولة - ديمقراطياً - أقرب كثيراً إلى المعارضة منها إلى أي شيء آخر؟؟ لكن رياض نعسان آغا؟؟ هذا الراب الذي خلق مربوطاً على أبواب السلطة، وكان كلما تقدّم به الزمن علا صوت نباحه مدافعاً كوزير للثقافة عن ديمقراطية النظام وتقدميته ومدنيته!! فجأة، وبعد أن أمضى نصف قرن أو أكثر أمام بيت شعر السلطة، اجتاحه الربيع الوهابي، فصار ينبح أمام بيت شعر جديد، لصاحبه "البلودي" غسّان عبود بي واي دي!! الكارثة، أنه هو وأمثاله، كانوا يبيعوننا وطنيات، دون أن ننسى طبعاً توابل اتهامنا بالعمالة للغرب والعدائية للإسلام..
للحديث بقية