نبيل فياض

مقالات مميزة

أهلا بكم في موقع الدكتور نبيل فياض

سوريون مسيحيون من أميركا: نحن هنا مواطنون!

لا يمكن أن أنسى الذهول في وجوه الحاضرين، إن في يوتاه أو في واشنطن، من الهنود إلى الفيلبينيين، من النيجيريين إلى الأستراليين، بغض النظر عن الأمريكان، وأنا أقرأ على مسامعهم فقرات من قانون الأحوال الشخصيّة السوري النتن:

مثلاً:

فقرة مما قرأت:

في البداية لا بَّد من التذكير ان قانون الأحوال الشخصية مستمد من الفقه الإسلامي وبالتالي هناك مجال للاجتهاد من قبل القاضي في حال عدم وجود مادة قانونية أو فقهية تغطي الموضوع، مع العلم أننا لا ننشأ ونربي فقهاء في معاهد القضاة، كما أن أغلب أحكامه مستمدة من قانون العائلة العثماني لعام 1917 أيام الاحتلال العثماني علماني مدني، علماً أن تركيا غيّرت هذا القانون واستبدلته بآخر مدني؛ ولكن على ما يبدو أننا نرفض التخلي بسهولة عن مخلفات الاستعمار!

المادة 12:

يشترط في صحة عقد الزواج حضور شاهدين رجلين أو رجل وامرأتين مسلمين عاقلين بالغين سامعين الإيجاب والقبول فاهمين المقصود بهما.

المادة 18:

­ إذا ادعى المراهق البلوغ بعد إكماله الخامسة عشرة أو المراهقة بعد إكمالها الثالثة عشرة وطلبا الزواج يأذن به القاضي إذا تبين له صدق دعواهما واحتمال جسميهما.

المادة 27

إذا زوجت الكبيرة نفسها من غير موافقة الولي فان كان الزوج كفؤا ًلزم العقد وإلا فللولي طلب فسخ النكاح

المادة 48:

زواج المسلمة بغير المسلم باطل .

المادة 50 :

الزواج الباطل لا يترتب عليه شيء من آثار الزواج الصحيح ولو حصل فيه دخول.

المادة 120:

يصح للمسلم أن يتزوج كتابية نصرانية كانت أو يهودية ذمية أو غير ذمية وإن كره.

المادة 264

يمنع من الإرث ما يلي

ب ـ اختلاف الدين بين المسلم وغيره

إذا ففي حال زواج المسلم من غير المسلمة لا تستطيع أن ترث منه، ولا يستطيع أن يرثها..

المادة 129:

إذا أسلم أحد الزوجين وكان بينهما ولد صغير أو ولد لهما ولد قبل عرض الإسلام على الآخر أو بعده فإنه يتبع من أسلم منهما إن كان الولد مقيماً في دار الإسلام.

ملاحظة:

الجملة الأخيرة كان يستخدمها أسامة بن لادن.

نعم!

هذا القانون نافذ المفعول في دولة تدعي العلمانية في النهار، وتنام في سرير الظواهري آخر الليل.

نعم!

قانون الأحوال الشخصية السوري مستمد في معظمه من حاشية ابن عابدين، التي ورد فيها ما يلي:

إذا أدخل رجل إحليله في دبره، فهل يجب عليه الغسل؟؟

نعم!

من هكذا مخلوقات، هي نتيجة أسوأ عصور الظلمات العثمانية، نستشرف المستقبل، ونودع الماضي!

مجموعة أطباء سوريين يقاتلون لأجل العيش، ويسكنون اليوم مناطق ميشيغن الفقيرة؛

الحياة في أميركا، على عكس ما يعتقد الجميع، صعبة للغاية؛

إنها الرأسمالية بأسوأ وجوهها؛

سمك كبير يأكل الصغير!

صحيح أنه ثمة جمعيات خيرية؛ أناس عظماء كرّسوا أنفسهم للمحبة؛ لكن الغالبية ليست كذلك!

قلت لهم: ومع ذلك أنتم تصرّون على البقاء في أميركا؛ أعتقد أن سوريا بحاجة لكم أكثر من أميركا!!!

وكانت أخبار العمليات الروسية تملأ الفضاءات.

قال أحدهم: نعم! المنافسة مخيفة، خاصة من أولئك القادمين من الهند والكاريبي! الاختصاص شبه مقفل علينا، وأنت تعرف أن أميركا "واسطة" أكثر من سوريا.

قلت: إذاً؟؟؟

قال أحدهم: نحن مسيحيون! أقول لك بصراحة، إن صمود المسيحيين في سوريا فاق تصوراتنا؛ لكننا لن نعود!! نحن هنا مواطنون، وفي سوريا المسيحيون ذميون عليهم أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون!!! أنت كتبت عما حصل في القريتين، حين أجبر الدواعش من أهل البلدة المسيحيين على دفع الجزية قبل أيام. ولو لم يكن هؤلاء قد تربّوا في هكذا أجواء، لما سارعوا إلى التآلف معها عندما حانت الفرصة.

لم أجد ما أقول...

في مناقشتي لقانون الأحوال الشخصية السوري-الداعشي، وجدت فقرة تقول إنه إن تزوج طرف مسلم من طرف غير مسلم، فالأولاد يتبعون أشرف الوالدين ديناً...

أخيراً:

قال لي الحاضر بغيابه، العقل السوري الكبير الذي اختار الهجرة على الفجور، الدكتور محمد شحرور:

كيف أصدّق الدولة أنها ضد طالبان إذا كان مرجع الطرفين، كأحناف، واحد: حاشية ابن عابدين...

يبدو أن انتاج الداعشية لم يبدأ مع طالبان والقاعدة، بل مع أول لبنة تمييز على أساس ديني أو جنسي وضعها فقيه-حاخام مسكون بالجنس والنقص حيال الآخر...

سؤال:

من ضمن الغباءات السورية التي أوصلتنا إلى التدعوش، أن قوانينا الراقية لا تعتبر الدرزي مسلماً، وهو بحاجة إلى إشهار إسلامه إن أراد الزواج من مسلمة!!؟؟ مع أنه يدرس مادة التربية الدينية الإسلامية ( خرافات التلمود والمدراش وعذاب القبر والثعبان الأقرع ) في المدارس!! حتى هنا الموضوع عادي، وابتسم فأنت في سوريا داعش وحسن عبد العظيم وهيثم المالح...

السؤال الذي طرحه علي أحد الباحثين ولم أجد له جواباً:

بما أنكم دولة ملل ونحل ( رحم الله أيامك يا شهرستاني ) ولم تصلوا بعد إلى زمن الدولة المدنية، ما حكم المسيحي الذي يتزوج درزية؟؟؟

الدرزية، بعرفهم الراقي، غير مسلمة (يعني أبو محمد الجولاني، بمنطق الدولة، أفضل من المسيحيين والدروز لأنه مسلم)، وهي بحاجة لأن تشهر إسلامها إن أرادت الزواج من مسلم...

حلو؟؟

والمسيحي... كافر ذمي، على رأي أخوتنا الدواعش، خير نتاج لحاشية ابن عابدين، فما حكم المسيحي الذي يتزوج درزية، كما قلنا؟؟

يعتنق الإثنان الإسلام...

أبو سفيان جديد...

هند بنت عتبة جديدة...

افتحوا الأبواب، فالخليفة قادم...

سألني أحدهم: تقول إنك سوري تكتب باللغة العربية؛ فلماذا تحاضر بالإنكليزية؟

قلت: لأنه لا توجد أحرف آرامية على الكي-بورد...

عاشت زنوبيا

عاشت سوريا

Who's Online

18 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اشترك بالنشرة البريدية

أنت هنا: Home مقالات سوريون مسيحيون من أميركا: نحن هنا مواطنون!