أهلا بكم في موقع الدكتور نبيل فياض
أنا ضدّ التدخّل العسكري الروسي... في سوريا
- تم إنشاءه بتاريخ 17 تشرين1/أكتوير 2015
أنا ضدّ التدخّل العسكري الروسي... في سوريا
اليوم...!!
كنت أتمناه منذ الخامس عشر من آذار، 2011!! - لماذا؟
لأنه لو تمّ ذلك لما سمعنا بأبي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني وباقي الأبوات المجرمين...!
ولما تحوّلت كنائس دير الزور والرقة وإدلب إلى مقار لإرهاب الدول الإسلامية المتقاتلة.
ولما سقطت إيبلا وماري وتدمر تحت سنابك خيل غزاة بلاد الرمل والجراد!
لو تدخل الروس منذ البداية، لما باع هؤلاء الطائفيون الصغار أنفسهم من أجل حفنة من الريالات؛
ولما تدمّرت حمص القديمة وحلب القديمة ودير القريتين القديم وكنيس جوبر الأقدم!
ولما غرق ألوف السوريين في طريق الهروب من الجوع والموت إلى بلاد تعد برغيف غير مغمس بالدم؛
ولما مات مئات ألوف الأبرياء في معركة ليست لهم، في قتال لا يفهمون أسبابه، وفي حرب سقطت عليهم من السماء!!
لو تدخّل الروس منذ اليوم الأوّل:
لما ضاعت لما، ابنة عمتي الأجمل، التي يطاردني طيفها أمام أبواب المدن؛
ولما هربت ميمي، ابنة أخي الصامتة بلا ألم، إلى بلد يطعن القلب في وجعه، ويتركك أمام خيار اللاأمل الأوحد؛
ولما كان مايا المتحرك كزلزال من شغف، قد انتقل إلى وطن بلا همس!!
لو كحّلت الطائرات الروسية سماء سوريا الزرقاء منذ اللحظة الأولى:
لما سقطت الليرة العظيمة أمام دولار الكراهية؛
ولما وقفت نساء سوريا، مكسورات ككريستال سقط من علو، أمام أبواب الفجّار يبحثن عن لقمة، وصدر يبعث على الطمأنينة!
ولما تناثر أطفال إدلب تحت شارات المرور، يبحثون عن بضع ليرات يعودون بها بربطة خبز إلى أب مصاب وأم نصف ثكلى!!
كم أنت قاتلة أيتها العروبة!
ومرّة بعد مرّة يجرفنا سيل موتك القادم من الجنوب نحو عالم بلا أمل!
كم أنت مفجعة أيتها العروبة -
وعربانك أحالوا ألوان سوريا الأجمل إلى لونهم المفضّل: الأسود!
كم أنت كاذبة أيتها العروبة!
وما تزال دولتنا غير الحصيفة تمسك بتلابيب ثوبك الوسخ، وأنت ترفسينها كحصان عجوز أرادها أن تكون ضربة أخيرة ما قبل الموت!
كم أنت متناقضة أيتها العروبة!
وقد ثبت بالمطلق أن هويتك الوهابية هي الأوسع،
وأن كل ما قالوه عنك هراء،
وأن كل ما كتبوه عنك دجل غير مقدّس.
ما أجمل أن تكون سوريا جزءاً لا يتجزّأ من بلاد الصقيع والفودكا والموسيقى الجميلة.
ما أجمل أن تكون سوريا قطعة من كبد روسيا.
ما أجمل لو أن الروس تدخّلوا في سوريا منذ القرن السابع،
حين جاءت خيل الجنوب تبحث عن العسل والخمر ونساء شقراوات!
إنها حرب مقدّسة؟؟
نعم: لأنها حرب الخير ضد الشر،
لأنها حرب الجمال ضد القبح،
لأنها حرب الثقافة ضد الجهل.
صعب أن نتعلّم اللغة الروسيّة اليوم، بعد هذا العمر. لكننا، كرمى لتشيخوف ودستويفسكي، كرمى لبوشكين وغوغول، كرمى لتولستوي وتورغنيف، كرمى لتشايكوفسكي وغوركي - على استعداد لتعلّمها. ولتذهب لغة الملائكة، مع الملائكة، إلى الجحيم.