لماذا نرفض المعارضة السوريّة الخارجيّة؟
- تم إنشاءه بتاريخ 06 نيسان/أبريل 2016
- الزيارات: 13351
عندما التقيت المعارض السوري "الخارجي" سقراط بعاج في الدوحة بعد الأحداث بزمن قصير، قال الرجل المتزن الذي آثر الابتعاد عن هذه الفوضى غير الخلاّقة: "هل يعقل أن تقف أنت مع النظام [يقصد الدولة] السوري؟" أجبته: "وهل يعقل أن أقف مع التيار الوهابي؟ إذا كان النظام كما تسميه يسجننا بطلب من الوهابيين، فهل يعقل أن نقف في صف من كان يطلب سجننا لأسباب عقائدية؟ النظام يسجن، الوهابية تقتل!!"
لا أريد اليوم التحدّث عن كلّ ما أعرف حول من كان يؤلّف القصص في الدوائر الأمنية – كما قيل يوماً للواء محمد ناصيف من أني ماروني لبناني متشيّع مرسل من قبل طرف خارجي لإحداث فتنة في سوريا – لكني على قناعة مطلقة بأنه سيأتي اليوم الذي أتكلّم فيه عن كلّ شيء! لكن الحقيقة أن من كان يؤلّف تلك القصص هو ذاته من يقاتل الدولة السوريّة اليوم! مع ذلك، أقولها بفخر، إننا ما نزال مستبعدين ومنفيين في وطننا بفعل القرار الذي اتخذه الوهابيون منذ بداية عملنا البحثي وما يزال ساري المفعول إلى اليوم! نحن، كغير المسلمين في سوريا، مواطنون بلا درجة!
مع ذلك، فنحن لا نملك سوى الشعور بالتقزز من صحون المخاط التي يسمونها المعارضة السورية الخارجية؛ ومنذ بداية الأحداث قلت، إن أقوى عناصر القوة عند الدولة السوريّة هو معارضتها! وها كم الأسباب:
1 – معظم تلك المعارضة هي إما من نفايات الدولة التي استهلكت ثم رميت بعد انتهاء صلاحيتها مثل الرياضات الثلاث، حجاب [هذا تم شراؤه بسعر جيّد] ونعسان آغا والأسعد، أو من الذين تم تصنيعهم في الدوحة والرياض وأنقرة لأغراض وظائفيّة؛
2 – المعارضة السورية الخارجية غير منتخبة من قبل الشعب الذي تدعي أنها تمثله؛ ومن ثم فهي مفروضة عليه قسراً؛
3 – المعارضة السورية الخارجيّة في عمودها الفقري تتكئ حصريّاً على الطائفة السنيّة؛ والطائفة السنيّة، لأسباب عقائدية، غير قادرة على أن تكون حاملاً لمفاهيم حداثويّة أو علمانية أو ديمقراطية، مثلها مثل الشيعة الإثني عشريين، الذين لا يختلفون عن السنّة إلا بالشكل الذي يوحي "تقوياً" بأنهم عكس حقيقتهم؛
4 – المعارضون السوريون الخارجيون من غير أهل السنّة والجماعة ليسوا غير كاريكاتورات بشر لا علاقة لهم بأي واقع سياسي حقيقي؛ وإلا فكيف يمكن أن نصدّق أن جورج صبرا، الذي اشترى عقارات بعد "الثورة" بملايين الدولارات، يمثّل أحد أطراف التعددية السورية، أي ذلك المسيحي، إذا كان في زيارته لمملكة الوهابيين قد قام بأحد أكثر الطقوس وثنية وسخافة في الإسلام، أي الحج، كنوع من التعبير عن أكثر أنواع الانبطاحيّة أمام شيوخ الوهابية، وهو الشيوعي-المسيحي! أما العلويون، من نمط لؤي حسين، الذي دمّر يوماً علاقتي – دون أن أعرف هذا الكاريكاتور العلوي الذي تروج له المحطات العلوية كمعارض – بمثقفين توانسة وقبلها أوصل ابنة عمتي، وفاء الحاج إبراهيم وزوجها يحيى مرتضى إلى السجن، بعد أن قام بتقديم أسماء أعضاء رابطة العمل الشيوعي لصاحبها فاتح جاموس إلى أحد الأفرع الأمنية؛
5 – المعارضون السوريون الخارجيون ليسوا غير عصابة طائفية وهابية تعمل بالريموت كونترول من قصور الرياض وغيرها من عواصم الإرهاب الإسلامي؛ وإن كنا تصارعنا على مدة ربع قرن مع هذا النظام بسبب "غضه الطرف" عن الوهابيين، فإنه من غير المعقول أن نضع أيدينا بأيدي الوهابيين تحت أي مسمى؛
6 – لا نجد عند المعارضة السورية الخارجية غير عبارة "إسقاط النظام"، بمعنى أنها تفتقد إلى أي برامج اقتصادية أو سياسية أو حتى تربوية!
7 – أسس عمل تلك المعارضة هو الحقد، والأوطان لا تبنى بالأحقاد.
همسة في أذن المدعو جورج صبرا:
قديماً، ببراغماتية مريعة، أراد محمد شراء ولاء أبي سفيان وزوجته هند، فقال منافقاً: "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن"! فهبط الوحي على أبي سفيان فجأة [يوم قتل عمر، قال أبو سفيان: والله ما من جنّة ولا نار!!] وشدّه جبريل من ناصيته إلى قلعة الإسلام الحصينة! لكن الحقيقة أن محمداً كان يعرف أن أبا سفيان منافق؛ وأبو سفيان كان يعرف أن محمداً يعرف أن أبا سفيان منافق؛ وأبو سفيان كان يعرف أن محمداً يعرف أن أبا سفيان منافق...!!!
أسأل جورج صبرا أخيراً: هل اسم زوجتك هند؟؟ ما عليك إلا أن تنجب معاوية جديداً لينجب يزيداً ونخلص من مهزلة اسمها الإسلام...
سلام!